كيفية إدارة المطاعم في ظل المخاوف من الموجة الثانية من جائحة فيروس الكورونا
طوال الأشهر الماضية حاولت إدارة معظم المطاعم تخطي أزمة الكورونا والتغلب بقدر الإمكان على تداعياتها الإقتصادية؛ وذلك من خلال تدعيم مجموعة من الخدمات الجديدة أبرزها على سبيل المثال خدمة توصيل الطلبات للمنازل سواء مباشرةً من خلال المطعم أو من خلال التعامل مع مزودي خدمة خارجيين، وحتى بعد إنتهاء فترة الحجر المنزلي مازالت بعض المطاعم تواجه العديد من آثار هذه الأزمة العالمية من بينها مخاوف بعض العملاء من الذهاب لتناول الطعام بالمطاعم كوسيلة وقائية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
إدارة المطاعم في ظل جائحة فيروس كورونا
منذ إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا كوباء عالمي، وبدأت الكثير من الدول في إتخاذ إجراءات الحجر المنزلي حتى يتم السيطرة على انتشار المرض نسبيًا لحين اكتشاف اللقاح المناسب، كما تأثرت الكثير من الصناعات والمجالات من الناحية الإقتصادية كنتيجة لهذا الإعلان.
لكن استطاعت صناعة الطعام وبالأخص المطاعم التغلب على هذه الأزمة من خلال طرح مجموعة من الحلول التي توفر احتياجات المستهلكين خلال الفترة وتلائم كل قواعد التباعد الإجتماعي والإجراءات الوقائية المطلوبة، وأبرزها دعم خدمات طلب الطعام أونلاين وتوصيله للمنازل.
دعمت هذه الخطوة موقف الكثير من المطاعم وساعدتهم في تجنب الخسارة جراء هذه الأزمة مقارنةً بغيرها من المجالات الأخرى، إلا إنه وبعد عودة الحياة لسابق عهدها وإنتهاء فترة الحجر المنزلي، واجهت إدارة بعض المطاعم الكثير من المشكلات الأخرى أبرزها مخاوف المستهلكين من زيارة المطاعم.
كيف تتعامل إدارة المطاعم مع مخاوف المستهلكين بعد أزمة الكورونا
أعلنت شركة الاستشارات الشهيرة AlixPartners نتيجة أحدث دراستها بشأن المطاعم وفيروس كورونا ومدى تأثير ذلك على إتجاهات المستهلكين؛ والتي أقيمت في يوليو الماضي، فأوضحت أن هناك خوف متزايد لدى المستهلكين من زيارة المطاعم بعد إنتهاء الحجر المنزلي.
فمازال الخوف من الإصابة أو العدوى يسيطر على الجميع، فالبرغم من إهتمام المستهلكين المتزايد بتناول الوجبات السريعة، وطلب الطعام أون لاين؛ إلا أن هناك حوالي 26% من المستهلكين الذين شملتهم الدراسة ويقدر عددهم بنحو 1000 مستهلك، أنهم يقللون من تناولهم للطعام خارج المنزل.
ونرى هنا زيادة في النسبة بحوالي 6% عن أخر استطلاع مشابه أجري في شهر أبريل الماضي، فحتى لو رغب الكثير من المستهلكين في تناول الطعام داخل المطعم؛ إلا أن هناك نسبة كبيرة من المستهلكين تعتمد بشكل كبير على طلب الطعام أونلاين والاستفادة من خدمة التوصيل المنزلي.
فهناك حوالي 80% من المستهلكين يتناولون الطعام خارج أماكن العمل، وهي أيضًا نسبة مرتفعة مقارنةً بشهر أبريل الماضي والذي بلغت النسبة فيه 69%، فتوضح لنا الدراسة أنه 57% من المستهلكين قاموا بطلب الطعام ولو لمرة واحدة على الأقل اسبوعيًا، وكانت الوجبات السريعة والبيتزا هي أكثر طلباتهم المفضلة.
ونحو 16% من المستهلكين يفضلون طلب الطعام من مزودي الخدمة الخارجيين حتى يحظون بخدمة التوصيل، وأعلن نحو 60% من المستهلكين داخل الدراسة خوفهم من زيارة المطاعم نتيجة قلقهم الدائم بشأن الإصابة بفيروس كورونا.
نتيجة هذه المخاوف حاولت الكثير من إدارة بعض المطاعم المختلفة إظهار تدابير السلامة لكل روادهم تشجيعًا لهم للزيارة، قامت بإتخاذ الكثير من الإجراءات الإحترازية مثل توافر الجلوس في الهواء الطلق، تفعيل استخدام الأدوات التي تستخدم لمرة واحدة فقط مثل الأطباق والأكواب وغيرها من الأدوات الأخرى، إرتداء الأقنعة بشكل دائم، وذلك أملاً في تشجيع المستهلكين على زيارة المطاعم.
هذا وقد أثبتت هذه التدابير فاعليتها في زيادة نسبة الزيارات إلى المطاعم التي إلتزمت بها دونً عن غيرها، فهناك حوالي 36% ممن شملتهم الدراسة أكدوا أن إلتزام المطاعم بكل هذه الإجراءات من شأنها أن تزيد من أعداد زيارات المستهلكين لمطاعمهم المفضلة.