زيادة طلب الأكل أونلاين خلال فترة جائحة فيروس كورونا وتأثيره على نمو المطاعم

طلب الأكل أونلاين أحد أكثر الإتجاهات الرائجة بشدة خلال الفترة الماضية بعد انتشار وباء الكورونا عالميًا؛ حيث ساهمت هذه الفترة نتيجة الحظر المنزلي في زيادة عمليات طلب الأكل أونلاين وخدمات التوصيل للمنزل، مما ساهم في تحقيق شركات التوصيل الخارجية مكاسب ضخمة خلال هذه الفترة، وفي هذه المقالة سنلقي نظرة معاً على بعض إتجاهات المستهلكين فيما يخص طلب الأكل أونلاين.

إتجاهات المستهلكين خلال فترة وباء كورونا

تأثرت الكثير من الصناعات حول العالم بانتشار جائحة كورونا بشكل سلبي؛ وحاول الكثيرون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال إيجاد حلول تساعد في التخفيف من الآثار السلبية لهذه الأزمة، وكانت صناعة الطعام أحد هذه الصناعات التي حاولت تقديم خدماتها بشكل يتلائم مع إتجاهات المستهلكين خلال هذه الفترة.

فكان الإتجاه السائد وقتها هو زيادة طلب الأكل أونلاين والاستلام داخل المنزل تماشيًا مع أوقات الحظر المنزلي الذي خضعت له أغلب دول العالم، فكان هناك العديد من الخيارات إما توصيل الطعام من خلال المطعم مباشرةً، أو من خلال الاستعانة بشركات توصيل خارجية، أو الاستعانة بمزود خدمة خارجي يتلقى الطلب من العميل ويتواصل مباشرةً مع المطعم بدلاً منه، ثم يقوم هو باستلام الطعام وتسليمه للعميل.

وبناءً على هذه الحلول المتاحة أظهرت اتجاهات المستهلكين تفضيل أحد هذه الطرق عن الطرق الأخرى؛ وهو ما ظهر خلال أحد الدراسات الحديثة التي أجريت مؤخرًا، فمع زيادة عمليات تسليم الطعام خلال الفترة الماضية، اتضح تفضيل المستهلكين طلب الطعام مباشرةً من المطعم، وتجنب الطلب من مزودي الخدمة الخارجيين ورسومهم، وذلك على الرغم من الأرباح الضخمة التي حققتها هذه الشركات خلال هذه الفترة.

هذا ما أوضحته شركة الاستشارات الشهيرة  AlixPartners في أحد دراستها التي نشرت في يوليو الماضي؛ حيث أوضحت أن 16% من المستهلكين أشاروا أنهم يفضلون طلب التسليم من مزود خدمة خارجي، بينما أشار 21% إلى تفضيلهم طلب التوصيل من المطعم مباشرة عبر الإنترنت، ونحو 20% يفضلون الطلب من المطعم مباشرة من خلال الاتصال التليفوني.

وقد بدا أن الأسباب وراء هذه التفضيلات تعود بدرجة كبيرة إلى الرسوم التي تفرض من قبل مزودي الخدمة الخارجيين سواء للعملاء أو المطاعم، فقد تصل هذه النسبة لنحو 30% لكل طلب، فنجد أن المستهلكين حساسون بدرجة كبيرة لمشاركة المزيد من الإيرادات مع المطعم نفسه، مما أتاح فرصة كبيرة للمطاعم للترويج لقنواتها الخاصة وجذب مستهلكين جدد.

 تأثير طلب الأكل أونلاين على نمو صناعة الطعام خلال فترات الوباء

في دراسة أخرى أوضحت أن 63% من المستهلكين يفضلون طلب الطعام والتوصيل مباشرةً من المطعم، بينما هناك 18% من المستهلكين يفضلون طلب الطعام من مزودي الخدمة الخارجيين، وعلى الرغم من ذلك فقد شهدت هذه الشركات نمو هائل في حجم مبيعاتها خلال فترة الكورونا، بالإضافة إلى نمو عدد المستخدمين بشكل ملحوظ.

يأتي هذا النمو الهائل ليخبرنا إنه ليس بالضرورة أن يتوافق ما يفضله المستهلكون مع ما يفعلونه، فبالتأكيد هناك عوامل أخرى مؤثرة في إتخاذ القرارات لديهم، وأن تفضيلهم لطلب الطعام والتوصيل مباشرةً من المطعم يتوقف على أن تكون جميع العوامل متساوية لدى جميع الجهات.

وبالتالي يكون الأمر صعبًا فلن تتساوى كل العوامل عند الجميع، كما نجد أن الكثير من المطاعم لا تنفق الكثير من الأموال لمحاولة اكتساب عملاء جدد بشكل مستمر مثلما تفعل مزودي الخدمة الخارجيين، وربما لا يمتلك المستهلكين وسيلة التواصل المباشرة مع مزودي الخدمة الخارجيين.

هنا تمثل هذه النقطة فرصة كبيرة للمطاعم  في حالة الإهتمام بهذه النقطة، وتحسين خدماتهم التي يفضلها المستهلك بشكل عام، فيجب أن تكون لديهم الألية التي تخدم اتجاهات المستهلك سواء من خلال توفير الطلب من خلال موقع الويب أو التطبيق الخاص بالمطعم أو حتى من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مع زيادة استثماراتهم في التوصيل الذاتي، لجذب شريحة كبيرة من المستهلكين الرقميين الجدد والترويج لخدماتهم بشكل فعَال.