استراتيجيات تحقيق الاستفادة القصوى من خدمات توصيل الطعام

أصبحت خدمة توصيل الطعام من الخدمات الاساسية لأي مطعم سواء كان يقوم المطعم بتقديم خدمة توصيل الطعام من خلاله بشكل مباشر أو من خلال الاستعانة بشركات خارجية، لكن ومع ازدياد أهمية خدمة توصيل الطعام وبالأخص مع انتشار فيروس كورونا المستجد كيف تقوم المطاعم بتقديم خدمة توصيل الطعام؟ نتعرف على الاجابة معا فيما يلي.

أهمية تفعيل خدمة توصيل الطعام

 يرى الكثير من مديري المطاعم أن متوسط القيمة المرتفعة للطلبات والاسعار المميزة ومدى إقبال المستهلكين على اختيار وطلب هذه الخدمة من المؤشرات الجيدة التي تنبأ بمستقبل أفضل لخدمات توصيل الطعام وازدياد نسبة الإقبال عليها من الجماهير، وهذه النقطة كانت كفيلة بأن تجعل العديد من المطاعم المترددة بشأن إطلاق خدمة توصيل الطعام والذي يؤثر ذلك سلبًا على إيرادات فروعها بأن تقوم بتغيير هذا الإتجاه.

فنرى أن هناك الكثير من المطاعم بدأت مع بداية العام الماضي في تقديم خدمات التوصيل والاعتماد في ذلك على طرف ثالث، ويأتي ذلك على الرغم من تخوفهم من التجربة لكن يقينهم أنها خدمة مطلوبة من قبل العملاء ولا مفر من تقديمها كان محفز لهم لاتخاذ القرار، ربما كانت نتائج القرار فيما يخص المبيعات متواضعة نوعًا ما في بداية الأمر إلا أن مع ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد وتأثيراته على السوق والإقبال على الخدمة من المستهلكين جعلها مربحة.

لكن بالتأكيد سيبقى العامل المؤثر في مدى ربحية هذه الخدمة من عدمها هي سياسة التسعير التي تقوم إدارة المطاعم بتباعها بشأن تسعير خدمات التوصيل، فنجد أن الأمر يختلف حسب متوسط الشيكات الخاصة بطلبات التوصيل، ويتوقف أيضًا عما إذا كانت الخدمة تتم مباشرةً من خلال إدارة المطاعم أم من خلال طرف ثالث حيث العمولات المرتفعة الأمر الذي يؤثر سلبًا على سياسة تسعير المطعم بالتأكيد.

كيف يمكنك تقديم خدمة توصيل الطعام بطريقة صحيحة

حسب العديد من الامثلة الناجحة في مجال المطاعم وجدنا أن متوسط قيمة الفاتورة لطلبات التسليم الخاصة بالشركة أو المطعم هو العامل الأساسي في تحديد مدى جدوى تقديم خدمات التوصيل من عدمها، لذا لابد وأن تسعى إدارة المطاعم على تحسين متوسط قيمة فواتير طلبات التسليم لديها بالمعدل الذي يضمن لها استمرارية الربح من الخدمة.

وتتم هذه النمذجة من خلال تقديم سياسة تسعير ملائمة، وقائمة طعام مميزة ومرتبة بطريقة صحيحة من حيث إبراز الأطباق المربحة في بداية القائمة، والعكس مع الأطباق الأقل ربحية، والعمل على تقديم عروض وخصومات ملائمة مثل تفعيل العروض العائلية للتشجيع على زيادة الطلب بما يضمن الحفاظ على متوسط قيمة الشيك مثلما تم تحديده سابقًا.

العناصر السابقة إن تم تطبيقها ومراعاتها في البداية عند التخطيط لإطلاق هذه الخدمة بالمطعم بالتأكيد ستكون مربحة وسيكون من العوامل الرئيسية وراء زيادة إيرادات المطعم بدرجة كبيرة وبالأخص في ظل ظروف انتشار الوباء، وحتى بعد انتهائه سيظل التوصيل قناة مهمة لإيرادات المطعم طالما ظلت جميع العناصر المحيطة به مثل التسعير المتميز والعروض الجيدة، وغيرها من العناصر متوفرة.

لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية وجود شركات توصيل خارجية للطعام كوسيط بين العميل والمطعم في تقديم خدمات التوصيل بالنيابة عن المطعم، فرأينا في السنوات الأخيرة انتشار لشركات طلب الطعام الخارجية بصورة كبيرة حول العالم، حيث ساهمت هذه الشركات في  زيادة مبيعات المطاعم بصورة ملحوظة قد تتخطى الـ 7% من إجمالي المبيعات التي يحققها المطعم، بل أيضًا هي في زيادة مستمرة بالأخص مع وجود الوباء.

حيث كانت هذه الخدمة هي الأساس الذي حافظ على بقاء العديد من المطاعم وسط الظروف العصيبة التي يمر بها العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، فبالتأكيد عند المقارنة بين إيرادات خدمة التوصيل وإيرادات المطعم نفسه سنجد زيادة ملحوظة قد تصل للضعف قبل وأثناء فترة الوباء، حتى أن إدارة المطاعم أيقنت أن خدمات التوصيل ستكون قناة مبيعات دائمة لا تقل أهميتها عن قنوات المبيعات التقليدية.

الخلاصة: خدمات توصيل الطعام من الخدمات الهامة التي يمكنها دفع عجلة المبيعات في المطاعم بصورة ملحوظة حتى في ظل ظروف الوباء، لذا الإهتمام بتفعيل الخدمة والعمل على تحسينها من الأولويات الرئيسية لإدارة أي مطعم، وسواء كان اختيار إدارة المطعم تطبيق الخدمة بنفسها أو الاستعامة بمزود خدمة خارجي، الحل الأمثل لها هو تطبيق سياسة التسعير المتميز على طلباتها بطريقة تضمن استمرار إقبال العملاء على طلب الخدمة، وأيضًا زيادة مبيعات المطعم بالشكل المطلوب لضمان استمراره ونموه.