ادارة المطاعم بعد التحول الرقمي

شهدت ادارة المطاعم تغيرات رقمية كبيرة بعد انتشار جائحة كورونا حول العالم مثلها مثل جميع الصناعات والأعمال حول العالم، فبعد أن منعت الحكومات التجمعات الكبيرة للأفراد، وقيدت جميع الأعمال، وشجعت على العمل من المنزل قدر الإمكان، لم تجد ادارة المطاعم من بديل لها سوى التحول الرقمي حتى تتمكن من مواصلة أعمالها، فبعد أن كانت معرضة للغلق والإفلاس تمكنت من الاستمرار في السوق بل وتمكن البعض من تحقيق أرباح هائلة بواسطة الأفكار الرقمية الإبداعية في ظل تغير سلوكيات العملاء بتفضيل الحصول على خدماتهم عن بعد وبأقل قدر من الإتصال البشري، وبالتالي من الجيد دراسة هذه التغيرات وتحديد ما هي الأجزاء التي يمكنها أن تستمر وتنمو معانا حتى بعد إنتهاء جائحة كورونا، لذا في السطور القادمة سنطرح عليكم بعض التغيرات التي شهدتها ادارة المطاعم في تلك الفترة.

تغيرات التحول الرقمي التي شهدتها ادارة المطاعم

اللجوء للتكنولوجيا وزيادة الاستثمار فيها

في السابق كانت أغلب إدارات الشركات تظن أن إدخال التكنولوجيا ضمن أنظمة عملها يتطلب الكمال التام وبالتالي سيضطر الأمر لدفع الكثير من الأموال التي تفضل استثمارها في أجزاء أخرى تدر عليها أرباح أكبر وتأجيل التحول الرقمي لحين توفر التكاليف المطلوبة لها، لكن مع وجود جائحة كورونا تغير الأمر فالجميع أجبر على استخدام التكنولوجيا في الانظمة الداخلية لهم وبالتالي تأكدوا أن إدخال التكنولوجيا في أعمالهم لا يتطلب الكمال التام، بل واستطاعوا التكيف بشكل أسرع مع الأنظمة الجديدة بمعدل فوق المتوقع، الأمر الذي ساهم في مراجعة أولويات الشركات من جديد وإعطاء مساحة أكبر من الاستثمار في التحول الرقمي.

الاهتمام بتجارب الموظفين والعملاء في مجال التكنولوجيا

أوضحت الفترة الماضية مدى تأثر رضاء الموظفين بالشركات بشكل مباشر بتجربتهم الرقمية التي يتم توفيرها لهم للعمل من المنزل، فراعت الكثير من الشركات خلق تجارب رقمية إيجابية للموظفين تساعد في رفع مستوى رضاء العاملين لديها عن هذه التجربة الجديدة، وتقلل من معدل دوران الموظفين وتقليل التكاليف المتعلقة بتعيين موظفين جدد.

الأمر لم يقتصر على العاملين فقط ولكن لفت ذلك الأنظار إلى تجارب العملاء أيضًا فبعد أن اختلفت اتجاهاتهم في طلب الخدمات كان لابد على الشركات من الإنتباه إلى توفير تجربة رقمية سهلة وسريعة يمكن لعملائها التعامل معها بكل سهولة، وتضمن لهم التواصل الدائم مع عملائها والعمل على تقليل المشاكل المتوقعة، وسرعة التسويق والتحويل.

 مراجعة وتنظيم الاستثمارات التكنولوجية الخاصة بالشركات

كانت الشركات تستخدم التكنولوجيا على استحياء في انظمة العمل قبل جائحة كورونا، وجاءت جائحة كورونا لتكون فرصة جديدة للشركات لمراجعة استثماراتها التكنولوجية السابقة والعمل على تطويرها ورفع كفاءتها بما يتلائم مع المتغيرات الجديدة، والبحث عن الثغرات الموجودة فيها والعمل على سدها، وحل جميع الصعوبات التي تواجه العاملين معها، وذلك من اجل خلق تجربة رقمية سلسة ومبسطة للعاملين وكذلك للعملاء تضمن لها الاستمرار.

زيادة استخدام الأتمتة لتحسين تجربة العملاء وبناء خدمات لا تلامسية

تغير سلوكيات العملاء بعد جائحة كورونا نحو استخدام الخدمات اللاتلامسية بشكل كبير دفع ادارة المطاعم للإتجاه نحو الأتمتة لتوفير احتياجات العملاء الجديدة، وذلك من خلال تقليل عدد العمليات التي تحتاج لتعامل بشري مباشر، وخلق تجارب إيجابية وأمنة للعملاء، بالإضافة إلى ذلك فإن الأتمتة توفر للشركات العديد من الميزات الأخرى مثل إدارة المخزون وقوائم الطعام لديها وكذلك العروض، وتحليل تفضيلات العملاء، وطرق تفاعلهم مع العلامة التجارية وغيرها.

 النظر إلى التكنولوجيا كوسيلة للابتكار والازدهار

في السابق كان يتم النظر للتكنولوجيا باعتبارها وسيلة جيدة لتوفير الأموال وتقليل الإنفاق الغير ضروري من خلال تحليل البيانات وإرسال رسائل البريد الإلكتروني تلقائيًا الأمر الذي يساعد فرق المبيعات والتسويق في الشركة للتركيز على مهام أخرى لا يمكن إتمامها من خلال الاتمتة، وبالتالي يسمح التحول الرقمي للشركات لإيجاد مساحة أكبر من الابتكار والإبداع للصدارة والمنافسة على القمة في مجالها،من خلال إيجاد ميزة تنافسية تساعدهم في تلبية إحتياجات العملاء بشكل جيد.

مستقبل التغيرات الرقمية

مع تطلع الجميع لنهاية جائحة كورونا يتساءل الكثيرون عن مستقبل التغيرات التي طرأت على شركات الأعمال من أجل التأقلم مع الظروف الحالية، فيتوقع أن تستمر هذه التغيرات التي وجدت من أجل بقائها بالأخص بعد أن شجعت جائحة كورونا معظم الشركات على تبني التحول الرقمي فيما يخص العاملين لديها واستثمار الكثير من الأموال لخلق تجارب إيجابية لهم مع حماية أمنها الرقمي تسهل عليها العمل عن بعد، والتي من المتوقع إستمرارها مع إمكانية الجدولة المرنة للسماح للعمل من المنزل عند الحاجة.

ساعد التحول الرقمي في ظهور الابتكار التجاري لاغتنام الفرص الجديدة وخلق ميزة تنافسية جديدة وبالتالي من الممكن الإستمرار في استخدام التكنولوجيا للحفاظ على هذه الميزة وتطويرها، وبالتالي لا يمكن للشركات التخلي عن هذه الإمتيازات التي منحتها إياها التكنولوجيا بل ستتفهم جيداً الفرص المتاحة أمامها وستعمل على تشجيع الابتكار في التكنولوجيا للمضي قدماَ.