تكنولوجيا المطاعم: تأثير التكنولوجيا على قطاع المطاعم
ساهم انتشار فيروس كورونا خلال العام الماضي في انتشار تكنولوجيا المطاعم والاهتمام بها بشكل ملحوظ، وعلى الرغم من مقاومة الكثير من الإدارات استخدام تكنولوجيا المطاعم في أنظمة العمل لديها خلال السنوات الماضية؛ إلا أن الأمر أختلف كثيرًا بعد ظهور فيروس كورونا، حيث كانت تكنولوجيا المطاعم هي المنقذ الأول للصناعة في هذه الفترة العصيبة وذلك إلى جانب الحفاظ على استمرار اللمسة الإنسانية التي تعتبر من العناصر الأساسية لهذه الصناعة ولو بصورة أقل من السابق.
والأن وبعد أن أصبحت تطبيقات التوصيل والتسوق عبر الإنترنت جزء أساسي من الحياة اليومية وثقافة التسوق لدى العملاء كنتيجة لتزايد مخاوفهم من وجود فيروس كورونا؛ متوقع أن تأخذ تكنولوجيا المطاعم مكانة أكبر خلال السنوات القادمة وحتى بعد إنتهاء الأزمة الحالية فلن تتراجع المطاعم مرة أخرى لسابق عهدها.
ومع ذلك لا ننكر أنه مازالت هناك بعض الشكوك حول استخدام الروبوتات في طهي الطعام من حيث مستوى الخدمة الجيدة التي يطمح لها العملاء بالأخص مع افتقار العنصر البشري، في هذه المقالة نستعرض معاً بعض تأثيرات تكنولوجيا المطاعم الحديثة على المطاعم والعملاء .
تأثيرات تكنولوجيا المطاعم
إعادة ترتيب احتياجات التوظيف في المطاعم
مع زيادة استخدام التكنولوجيا في المطاعم سنرى اختلاف احتياجات التوظيف عن الماضي بإختفاء بعض الوظائف البشرية واستبدالها بأخرى مؤتمتة وهو ما تشهده الصناع حاليًا، على سبيل المثال: في عام 1983 أنشأ أول مطعم ألى صغير في كاليفورنيا يوفر طاقم انتظار من الروبوت وذلك وفق موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وبعد مرور أكثر من 30 عاماً زادت أعداد المطاعم التي تقوم بتوظيف أطقم عمل آلية لديها مثل الروبوت في وظائف مختلفة مثل الضيافة والطهي أما بشكل جزئي أو بشكل كامل مثل شركة Moley Robotics التي أطلقت أول مطبخ آلي محلي في العالم ، تقول أنه قادر على تكرار الوصفات بنفس السرعة والحساسية والحركة التي يقوم بها الطهاة البشريين.
ارتفاع الكفاءة التشغيلية للمطاعم
ساهمت التكنولوجيا في رفع الكفاءة التشغيلية للمطاعم وتقليل معدلات الخطأ البشرية وبالتالي زيادة متوسط الطلبات، وهو ما يظهر بوضوح من خلال أكشاك الخدمة الذاتية التي تشهد تزايد كبير خلال السنوات الأخيرة، وتعتبر شركة ماكدونالدز من الأمثلة الناجحة في استخدام التكنولوجيا داخل فروعها بعد تطبيقها تقنية التعرف على الصوت لزيادة الدقة والكفاءة لديها حيث يمكن للموظفين إدخال الأوامر بمجرد التحدث فقط.
تحسين تجربة العملاء بصورة عامة
ساهمت التكنولوجيا بشكل عام في تحسين تجربة العملاء وتقليل أوقات الانتظار داخل المطاعم، من خلال تسهيل عملية الطلب والدفع من خلال الهاتف المحمول ومع وجود رموز الاستجابة السريعة وتوافر خيارات عديدة للدفع بدون تلامس، والتي باتت حلول رائعة في ظل وجود فيروس كورونا واحتياجات العملاء لمزيد من الأمان والسلامة، في النهاية ساهمت استراتيجيات الهاتف المحمول والطلب عبر الإنترنت في نجاح واستمرار المطاعم خلال الفترة الماضية ويتوقع لها النمو بشكل كبير.
زيادة معدل الأرباح ونسب المبيعات
عادةً ما يرى البعض أن الإستثمار التكنولوجي لا يعني سوى إرتفاع تكاليف رأس المال وزيادة المخاطر، إلا أنه مع هذه المخاطرة فإن أي تحسينات تكنولوجية ولو صغيرة تؤثر بشكل ملحوظ وفعال على زيادة الأرباح بشكل عام وزيادة معدلات الطلبات، على سبيل المثال استخدام تقنية سطح المكتب للمطعم تساعد في زيادة معدل الأعمال وتوفر في أعداد العمالة المحتملة، وتؤدي لزيادة الإيرادات، وبالتالي سواء اتجهت المطاعم لتبني التكنولوجيا الجديدة أو التي تم اختبارها سابقًا فإن الأمر سيكون له آثار جيدة على المدى الطويل.
تقليل التكاليف
خلال فترة الكورونا ارتفعت تكاليف المطاعم بشكل ملحوظ نتيجة الإيجارات المرتفعة والمرتبات الشهرية للعاملين لديهم، الأمر الذي إلى ظهور ما يعرف بالمطابخ الشبحية وهي عبارة عن مساحات مطبخ مشتركة يتم فيها تجهيز طلبات العملاء الآلية من الطعام وتسليمها لشركات التوصيل، والتغلب على التكاليف الباهظة التي كان يتحملها المطعم سابقًا، وتعتبر المطابخ الشبحية نموذج جيد لأصحاب المشاريع والعلامات التجارية الصغيرة حيث تتيح لهم فرصة أكبر للتركيز على جودة الطعام وتجربة قوائمهم، وهو من الحلول التي يتوقع لها الإستمرار حتى بعد انتهاء فيروس كورونا، وبالتالي يمكن للتكنولوجيا تحسين تجربة العملاء، ورفع الكفاءة التشغيلية للمطاعم وتقليل تكاليفها وزيادة الأرباح على المدى الطويل.