تأثير أزمة فيروس كورونا على المطاعم واستراتيجيات مواجهتها
عصفت أزمة كورونا بالعديد من الشركات والأعمال في المملكة العربية السعودية، وقد كان للمطاعم والمقاهي النصيب الأكبر منها ويرجع ذلك الى الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة في مواجهة الأزمة والتي تتمثل في اغلاق المراكز التجارية والمحلات والمطاعم وأماكن التجمعات المختلفة. كما قد طالت حالة الركود جميع فئات القطاع المختلفة بما في ذلك مطاعم الوجبات السريعة والمطاعم الفاخرة ومطاعم الوجبات الخفيفة والمقاهي وغيرها. حيث قد أدت الحالة الاجتماعية الجديدة الى وضع قطاع الضيافة وخاصة المطاعم والمقاهي في عنق الزجاجة، إذ اضطر أصحاب المطاعم الى اتخاذ اجراءات احترازية صارمة للحد من الخسائر التي نتجت عن حالة الحذر العامة لدى الناس وخوفهم من الاختلاط أو ارتياد الأماكن العامة. فقام العديد من ملاك المطاعم باغلاق بعض الفروع وتسريح العمالة أو اعطائهم اجازة بدون راتب حتى انتهاء الأزمة. وعلى الرغم من أن قطاع المطاعم لم يكن مهيئ لمواجهة جائحة كورونا فور حدوثها إلا أن العديد من خبراء الاقتصاد في قطاع الضيافة قاموا بوضع روزنامة من البروتوكولات لمواجهة الأزمة والتغلب عليها بأقل خسائر ممكنة، وإليك أهمها هذ الإجراءات؛
1- مواكبة التغيرات المستمرة في المشهد العالمي: تتطور الأحداث بسرعة مذهلة – وتنكشف سياسات واجراءات جديدة لمواجهة الأزمة يوميًا؛ لذلك يجب متابعة هذه التحديثات يوميًا والتأكد من الحصول عليها من مصادر موثوقة. وعلى ذلك يستطيع أصحاب المطاعم اعادة صياغة منظورهم للأزمة وتغيير استراتيجيات التعامل معها.
2- المركزية في التعامل مع الأزمة واتخاذ القرارات: بسبب الكم الهائل من المعلومات المتاح عن وباء كورونا قد يتخذ بعض الموظفين قرارات متسرعة أو غير واعية بشأن سياسات العمل، ويرجع ذلك لعدم درايتهم الشاملة بالوضع الحالي للعمل. لذلك يجب تشكيل فريق مركزي مكون من مديري الفروع والرئيس التنفيذي لمتابعة الأزمة ووضع الحلول المناسبة.
3- الاستفادة من توقعات الخبراء بحذر: يلعب الخبراء من أطباء وعلماء دورًا هامًا في مواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا، وعلى الرغم من ذلك فمن الضروري توخي الحيطة والحذر عند بناء القرارات على أرائهم وتوقعاتهم، فنحن في طور فهم هذا الوباء وتغيراته المستمرة لذلك يجب اتخاذ القرارات بروية وتمهل والحرص على رؤية الصورة كاملة عند تبني سياسة معينة.
4- المتابعة والاتصال الدائم مع فريق العمل في كافة الفروع: قد يختلف سلوك الناس تجاه فيروس كورونا من منطقة الى أخرى، فعلى سبيل المثال تسود حالة الحذر والقلق بصورة أكبر في المدن التي يزداد فيها عدد الحالات عن المدن الأخرى. لذلك يجب متابعة جميع فروع مطعمك في مختلف المناطق والمدن وتبني السياسات التي تلائم الوضع الحالي في المنطقة.
5- اتباع بروتوكلات النظافة والأمن الصحي التابعة لمنظمة الصحة العالمية: يعتبر هذا الاجراء من أهم الاجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة هذه الأزمة، كما يجب على المطاعم تبني الشفافية في اتباع هذه الاجراءات وعرضها لعملائها عن طريق حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة من خلال خطة عمل شاملة.
6- التواصل الدائم مع العملاء، اما عن طريق تواصل غير مباشر عن طريق حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، أو التواصل المباشرة من خلال مسؤولي خدمة العملاء للتأكد من جودة الطعام ونظافته.
7- تهيئة قائمة المطعم لتلائم التغيرات التي فرضتها الأزمة: تتمثل تهيئة المنيو في حذف بعض الأصناف لتقليل التكاليف واضافة البعض الآخر التي يمكن استخدامها كوجبات سريعة. حيث اعتبرت العديد من الدول مطاعم الوجبات السريعة من العوامل الضرورية لدعم القطاع الطبي في مواجهة الأزمة.
8- استغلال الاقبال على الطلب عبر الإنترنت: زادت نسبة الاقبال على الطلب عبر الإنترنت بسبب تطبيق مبدأ التباعد الإجتماعي وسياسات حظر التجوال. وعلى ذلك يجب على المطاعم الاستفادة من ذلك في انشاء كيان إلكتروني لعلامتها التجارية وتوسيع قنوات التواصل مع عملائها.
9- انشاء تطبيق خاص بمطعمك للوصول عملائك بطريقة مباشرة: لتجنب التنافس مع المطاعم الأخرى في تطبيقات الطعام المختلفة، يجب على أصحاب المطاعم انشاء تطبيقات خاصة بمطاعهم والاعلان عنها، وذلك لنقل جميع المعلومات والبيانات الخاصة بالمطعم الى العملاء بطريقة سريعة ومباشرة.
10- اضافة خدمة توصيل الطلبات للمنازل (في حالة عدم وجودها): تفتقد بعض المطاعم الفاخرة خدمة توصيل الطعام للمنازل وتعتمد على الحجوزات فقط. ولكن في ظل الأزمة الحالية قد يؤدي ذلك الى زيادة تدهور الأعمال لذلك يعتبر العديد من ملاك المطاعم توفير خدمة التوصيل ضرورة لا غنى عنها حاليًا.
11- المحافظة على العاملين والموظفين: عدم تسريح العاملين والموظفين يؤكد لعملائك تحمل مسؤوليتك الاجتماعية في وقت الشدة، حيث يمكنك تبني بدائل اخرى مثل اعطاء أجازة بنصف الراتب، أو اعادة هيكلة الشركة لتحقيق أقصى استفادة لجميع العاملين.
12- الاستفادة من الحلول التي طرحتها الدولة لأصحاب الأعمال: قدمت الدولة عدة توصيات لتسهيل الخروج من الأزمة بأقل الخسائر؛ فعلى سبيل المثال قدمت الدولة توصيات بتأجيل الإيجارات وتمكين أصحاب العمل من تأجيل توريد ضريبة القيمة المضافة لمدة ثلاثة أشهر وتأجيل تحصيل الرسوم الجمركية على الواردات لمدة ثلاثين يومًا.
ويؤكد خبراء الاقتصاد مثل مارتن ريفز ونيكولاس لانغ في مقالة عن ادارة الأعمال في ظل أزمة فيروس كورونا على ضرورة التعلم من الدروس من المستفادة من الأزمة واستغلالها في وضع استراتيجيات فعالة استعدادًا لحدوث أزمات مشابهة.