ابتداءً من يوليو 2025: قواعد جديدة تعيد تشكيل تجربة الطعام في السعودية
في خطوة جريئة نحو تعزيز الصحة العامة والشفافية الغذائية، أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية عن بدء تطبيق مجموعة من اللوائح الفنية الجديدة اعتبارًا من 1 يوليو 2025، في هذا المقال نستعرض أبرز التغييرات، وكيف يمكن للمطاعم أن تواكب هذه التحولات بسلاسة.
اللوائح الجديدة لقوائم الطعام (المنيو) من هيئة الغذاء السعودية
عرض السعرات الحرارية لكل طبق
يجب أن تحتوي القائمة على عدد السعرات الحرارية لكل وجبة أو صنف، ليتمكن العميل من اتخاذ قرار غذائي مدروس.
تفصيل القيم الغذائية الأساسية
يُشترط توضيح نسب السكر، الدهون، والصوديوم في كل طبق، مما يمنح العميل رؤية واضحة لمحتوى الطبق.
الإفصاح عن مسببات الحساسية المحتملة
يجب التنبيه إلى وجود مكونات قد تسبب الحساسية مثل المكسرات، الجلوتين، أو منتجات الألبان، لحماية العملاء.
وضع علامة “الملّاحة” بجانب الأطباق عالية الملوحة
يتم تمييز الوجبات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الملح بعلامة استرشادية، لتوعية العملاء بخياراتهم وتقليل المخاطر الصحية.
توضيح محتوى الكافيين في المشروبات
يجب الإفصاح عن كمية الكافيين في المشروبات مثل القهوة والمشروبات الغازية، خاصة لمن لديهم حساسية تجاهه أو يفضلون تقليل استهلاكه.
ربط السعرات بالنشاط البدني المطلوب لحرقها
يتم عرض مدة النشاط البدني التقريبية (مثل المشي أو الجري) اللازمة لحرق السعرات الحرارية في كل وجبة.
إلى أي شيء تهدف الغذاء والدواء من هذه التغيرات؟
أولًا تعزيز الشفافية الغذائية
تمكين المستهلك من معرفة ما يتناوله بدقة، يرفع مستوى الوعي الغذائي ويمنح العميل القدرة على اتخاذ قرارات صحية واعية.
ثانيًا الحد من استهلاك المكونات الضارة
مثل الملح والكافيين، عبر وضع علامات استرشادية وتحذيرية بجانب الأطباق والمشروبات التي تحتوي على نسب عالية منها، بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية.
ثالثًا دعم رؤية السعودية 2030
هذه المبادرات تتماشى مع أهداف الرؤية في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الصحة العامة، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في قطاع الأغذية والمشروبات.
رابعًا تمكين المطاعم من تقديم خدمة مسؤولة
من خلال توفير أدوات مثل “حاسبة الكافيين” ولوائح فنية واضحة، تساعد الهيئة المطاعم والمقاهي على الالتزام بسهولة، وتحويل الامتثال إلى ميزة تنافسية.
كيف يمكن للمطاعم أن تواكب هذه التحولات بسلاسة؟
- ابدأ بمراجعة اللوائح الجديدة وتحديد ما ينقصك من بيانات أو تجهيزات، جهّز فريقك للتغيير تدريجيًا لتجنب الضغط المفاجئ.
- استخدم أدوات رقمية لتعديل القوائم بسهولة، سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية، أضف السعرات الحرارية، نسب المكونات، ووسوم التحذير مثل “الملاحة” و”الكافيين” بطريقة واضحة وجذابة بصريًا.
- استخدم برامج تساعدك على حساب القيم الغذائية تلقائيًا لكل طبق، وتوليد البيانات المطلوبة دون الحاجة لحسابات يدوية. هذا يقلل الأخطاء ويوفر الوقت.
- نظم ورش عمل أو جلسات تعريفية لفريقك، خاصة الطهاة وموظفي خدمة العملاء، ليكونوا على دراية بكيفية التعامل مع استفسارات العملاء حول السعرات أو مسببات الحساسية.
- إذا كانت القائمة معقدة أو تحتوي على أصناف متعددة، يمكن الاستعانة بخبير تغذية لمساعدتك.
- الهيئة توفر أدوات مثل “حاسبة الكافيين” و”المواصفة الإلكترونية” لتسهيل تطبيق اللوائح. استخدمها لتبسيط الإجراءات وضمان التوافق.
- لا تعرض البيانات فقط كواجب، بل كقيمة مضافة، أبرز حرصك على صحة العملاء، وشارك التحديثات عبر وسائل التواصل لتكسب ثقة جمهورك وتُظهر أنك مطعم مسؤول ومتطور.
نهاية، هذه التغييرات لا تفرض قيودًا، بل تفتح آفاقًا جديدة للمطاعم لتقديم خدمة مسؤولة، وللمستهلكين لاتخاذ قرارات غذائية مدروسة، إنها خطوة جريئة تعيد تعريف العلاقة بين المطعم والعميل، وتضع المملكة في طليعة الدول التي تربط جودة الحياة بجودة الطعام.